27 - 09 - 2024

محطـــات | ثقافــة الحِتـّـة !

محطـــات | ثقافــة الحِتـّـة !

* مطلوب التركيز فى الفترة القادمة، على نشر ثقافة " الحِتة "، وعلينـا أن نتخلى عن طريقة الدخــول على الجـزار (مثلا) دخلة الديك الرومى، وهـو نافش ريشه والإشــارة على فخـذة العجـل المعلقة على باب المحـل، وسؤال الجــزار بكل ثقــــة "عامله كام الفخدة دي؟" ثم بثقة أكبر "وضبهالى"!

 * لأنه بالمقاييس المادية التى نعيشها، والحالة الاقتصادية المتدنية للفرد، والجيوب الفارغة، المفصلة فى الملابس "سد خانة"، فى الغالب إللى ها يتوضب الزبـــون لذا فالواقع يجبر المواطن على التكيّف على شراء اللحمة بالحِتة !

*  وما يسرى على اللحمـة، يسـرى على الخضار والفاكهة والسكن، فما الذى يمنع من شراء الموز بالصبـاع، وما الذى يمنع من شـراء البطيخة بالشريحـة، حتى فى الشقق السكنية، ما الذى يمنع من شــراء السكن بالغرفــة، إذ ما الحاجــة للمطبخ والحمــام، فى ظل توقف الكثير من الأسر عن الطبخ، وعـدم ملء المعدة حد الشبع وما دامت المعدة غير ممتلئة، فلا حاجة للحمام !

 * صحيح أن الثقافة الاستهلاكيـة التى تربت عليها الأســرة المصريـة، ستجعـل من الصعب تقبل ثقافــة الحِتـة، وتختلف ست البيت مع رجـل البيت على من يذهب إلى السوق لشراء حتة لحمة مثلا، فلا يكون من الرجـل أو المرأة إلا أن يطلب أحدهما من الآخر أن يذهب هو للسوق، فيكون الرد "لا أنا أتكسف"، ولكن لا خيـار أمام الأســرة سوى الخيـار المخلل !

*  لابـد من أن نواجه أنفسنـا، وأن نعمل بمبدأ "على قد لحافك مِد رجليك"، فنحن "فقرا قــوي"، فقـراء للحد الذى لا تستطيع فيه الحكومــة توفير الغــذاء وضبط الأسعار، ولكن تستطيع توفير الفِلل والقصور !

*  ومن منطلق أن الإنسان يعيش مـرة واحدة، فقد عشنا هذه المــرة، وكانت عيشة عِز ورغد، عندما كان يصلنا الغذاء صافيـا مصفى ، ونحن فى بطون أمهاتنا ، عن طريق الحبل السرى!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: 
بهاء الدين حسـن

مقالات اخرى للكاتب

محطــات| السِلَع على الأرفف